دفاع عن النفس
بعث لي أحدهم «واتسب»، فيه كلام منسوب إلى شخصي، وأنا أبرأ منه جملةً وتفصيلاً، وقد جاء فيه على لساني:
عندما أثنى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام على همدان لم يكن عبثاً أو من باب الثناء لموقفٍ ما، فهذا كما ذكره خير البشر صلى الله عليه وآله في حديث صحيح: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وكما ذكره الإمام العربي حينما قال: كلام علي تحت كلام الخالق فوق كلام المخلوق!! وذكره عليه السلام في أكثر من أثر لقبيلة همدان مثبت وواقعي، واليوم تعيش هذه القبيلة بجميع أطيافها محنة حرب أعانهم الله على ويلاتها وأبعد عنهم شرارها، ومع هذا يسطرون أعظم مواقف التلاحم والترابط الاجتماعي، بما قرأناه من التبرعات بالمأوى لأهل الحد الجنوبي، بعد أن صمت جميع من هم على تراب هذا الوطن.
لم نرَ أهل الدمام يبادرون، ولا القصيم ينهضون، ولا المدينة يغيثون، ولا تبوك يعينون، ولا الرياض يساندون، وكأن نجران ليست جزءاً من جسد، ولكن أغناهم الله من وفير خيره وجزيل عطائه، لم نسمعهم يستغيثون لأنهم ليسوا كغيرهم كما ذكرهم ووصفهم الإمام علي عليه السلام: إن قصرت يا نجران الجوارح فالقلوب معكم. سلمتي يا نجران وسلم أهلك وساكنيك - انتهى.
ونجران في القلب، وهي أيقونة من أيقونات الوطن، مثلها مثل الدمام والقصيم والمدينة وتبوك والرياض. والشهداء الذين استشهدوا على الحد الجنوبي دفاعاً عن الوطن، لم يكن هناك فرز لهم أو فحص دم، هم كلهم سعوديون تقاطروا من كل حدب وصوب، معتبرين جازان وظهران الجنوب ونجران بيوتاً من بيوتهم، وأهاليها آباءهم وإخوانهم وأبناءهم. إنهم كحال الشاعر العربي عندما قال: لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا ويكفي أيضاً ما قاله فيهم الفارس المشهور راكان بن حثلين، بهذا البيت من الشعر الشعبي: عليك فك النوط يحرم بلامه ما دام باقي واحد من ضنا يام
نقلا عن الشرق الأوسط